(أكثر من قرن على ميلاد الزعيم التاريخي (المنصف بن شريفة

أكثر من قرن على ميلاد الزعيم التاريخي

 

المنصف بن شريفة

جريدة الصريح

جويلية 2011

تمر بعد أيام قليلة مائة وثماني سنوات على ميلاد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة باني الدولة التونسية الحديثة ومحرر المرأة ومعلم الاجيال. والزعيم التاريخي لتونس التي لا يمكنها بأي حال من الاحوال ان تنساه او تتغافل عن الدور الريادي الذي لعبه في سبيل النهوض بتونس والخروج بها من التحرر الى إثبات وجودها وجدارة أهلها بالحرية والحياة الكريمة.

إن التونسيين مدينون بالكثير لهذه الشخصية الفذة التي أكدت جداراتها بالزعامة وقدرتها على لتأسيس وحرصها على أن يكون لبلادنا حضورها المتميز بين دو العالم. فلقد خاض الزعيم التاريخي اكثر من معركة لاثبات الذات التونسية وتكريس الهوية الوطنية موحدا هذا الشعب وسائرا به في طريق النمو والامن والاستقرار وهو الامر سيادة ومؤسسات وقوانين والاهم من ذلك شخصية تونسية مميزة استلهمت كلها من أفكار الراحل الحبيب بورقيبة.

ورغم ما شاب التجرية البورقيبة في تونس من هنات وخصوصا في السنوات الاخيرة لحكمة الا انه بصم باحرف بارزة في تاريخ بلادنا ولا يزال الكثيرون مدينين له بالوفاء كزعيم ومجاهد ومؤسس.

وإن الروح البورقيبية حية اليوم في نفوس الاجيال من بين ابناء تونس الذين شهدوا حكمه او من الشباب الذين درسوا تاريخه ودوره في بناء تونس الحديثة ذات الشخصيات المميزة حتى ان مطلب العودة الى القيم البورقيبية بات مطلبا اكثر من ملح في كثير من المنابر وبين دد لا يستها به من النخب. فتأسست الجمعيات التي استهلمت افكارها من رؤاه الثاقبة وطروحاته الفكرية المثيرة للاهتمام.

وان في هذا الوفاء لرجل قم الكثير اعتراف بالجمل للردل الذي اسس وفكر وبادر وحقق النهضة المطلوبة وكرس قيما جديدة مختلفة بفعل عمق رويته وحرصه الكبير على التأسيس لتونس المختلف المتحررة والحرة والحاضرة حضورا فاعلا في انحاء شتى من هذا العالم.

حري بنا اليوم ان نستعيد الايام المجيدة لتونس التي تعيش مرحلة انتقالية في كنف الهدوء والشفافية بعيدا عن كل الحسابات الضيقة والافكار الهدامة والجهوية والعروشية لإيمان الزعيم الراحل بأن تونس لكل التونسيين ولا مجال للتفرقة الا بالعمل والبناء والاضافة والمبادرة.

فالتونسيون وحدة وطنية وهذا ما علمنا إياه الزعيم الحبيب بورقيبة ولا مجال للفرق بين جهة واخرى أو فئة وأخرى او تيار واخر او بين جنس واخر وبالتالي يتحقق المطلوب ونخرج من عنق الزجاجة ضافرين في معركة اثبات الوجود والنهوض بتونس التي تبقى دائما فوق الجميع ووطن الجميع. تونس التي نحبها لا بد ان نترجم لها هذا الحب بالشكل المطلوب ليتحقق الهدف المنشود وهو الوحدة والاستقرار والحرية والكرامة والديمقراطية وهي مطالب الجميع وما تحقيقها على التونسيين بيسير اذا ما امنوا بقدرتهم على الفعل والتغيير والاجتهاد والمبادرة بعيدا عن التعصب المقيت او التطرف في الرأي او اقصاء الاخر بسبب او بدونه.

ولان الشعوب برموزها ومناضليها فانه حري بنا ان نستذكر اليوم علما من اعلام تونس الخالدين على الدوام وان نستفيد من موروثه العظيم.

 

Comments are closed.