مؤامرة صالح النجار لاغتيال الحبيب بورقيبة

بورقيبة يطلب من عبد الناصر ترحيل بن يوسف من القاهرة

 

محمد علي الحباشي

(الصباح4 ماي 2010)

 

تسارعت الأحداث من بين 1956 و1958 على خلفية المقاومة المسلحة التي كان يوجهها الزعيم صالح بن يوسف من القاهرة، واتهمت حكومة الاستقلال الرعيم بن يوسف بمحاولة اغتيال الرئيس الحبيب بورقيبة، وطالبت مصر بترحيله من القاهرة.

يوم 16 فيفري 1958  ألقى الأمن التونسي القبض على صالح النجار الذي كان «اخترق الحدود التونسية الليبية خلسة فوجد عنده لفة من الرسائل بخط صالح بن يوسف موجهة إلى انصاره يدعوهم فيها الى اغتيال الرئيس الحبيب بورقيبة، وكان صالح النجار يحمل جواز مرور مصري مكنه من الدخول إلى ليبيا». وتوصل الأمن التونسي بواسطة الوثائق التي عثر عليها من اكتشاف مؤامرة منظمة كانت ترمي إلى «اغتيال الحبيب بورقيبة، وقد وقعت فعلا محاولة تنفيذ هذه المؤامرة مرارا عديدة. وهذه بعض التفاصيل التي كشفت عنها الحكومة انذاك :

«في مساء يوم 15 فيفري 1958 اخترق صالح النجار الحدود التونسية الليبية على متن دراجة نارية مستترا بالظلام. واجتمع في قرية «سيدي الصياح» التي تبعد عن بن قردان سبعة كيلومترات بعمارة سندول واخيه مسعود واعلمهما انه قادم من مصر موفدا من قبل صالح بن يوسف الذي سلمه رسائل ليبلغها الى بعض الافراد بتونس وجربة الجمهورية.

وفي فجر يوم 16 فيفري امتطى صالح النجار دراجته متوجها نحو جربة وبينما كان بالطريق الرئيسية الموصلة الى جرجيس وقع ايقافه من قبل اعوان القمارق في حدود السابعة مساء لما اشتبهوا في امره، وبعد ان فتشوه وجدوا لديه لفة من الرسائل وقذيفة يدوية فأخذوه الى مندوبية جرجيس لكنه تمكن من الفرار مستترا بالظلام واجتاز الحدود التونسية راجعا الى ليبيا».

تم الكشف عن تلك «المؤامرة» بعد اسبوع من الغارة الفرنسية التي استهدفت قرية ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958. وجاء في بيانات الحكومة ان الرئيس الحبيب بورقيبة اغتنم تلك الغارة للمطالبة بالتعجيل باجلاء القوات الفرنسية واعلنت الحكومة التونسية قرارها بالتحجير على القوات الفرنسية الخروج من ثكناتها وتعبئة الشعب لصد الجيش الفرنسي عن التحرك

في خضم الملابسات، اثارت الحكومة التونسية من جديد «قضية بن يوسف» لدى الحكومة المصرية معتبرة انه «بينما كان الشعب التتونسي بأسره في تعبئة هائلة ويقظة تامة واستعداد كامل لخوض اعنف المعرك داخل البلاد وعلى الحدود الجزائرية، وفي الوقت الذي دارت فيه معارك عنيفة بالجنوب التونسي ضد القوات الفرنسية، كان صالح بن يوسف يوجه تعليماته لانصاره بأن يتسلموا الاسلحة من السلط التونسية بدعوى المشاركة في معركة الجلاء(…).

واذن الرئيس بورقيبة بأن يعطى السلاح الى كل من يظهر استعدادا للكفاح وبالخصوص الى انصار بن يوسف القدماء. وتقدم عدد كبير من هؤلاء للتطوع في المعرك واعطوا السلاح وابلى عدد منهم البلاء الحسن في المعرك التي دارعت بـ «رمادة ووادي دكوك».

وعاودت حكومة بورقيبة التدخل لدى الحكومة المصرية لأن سلمتها ملفا كاملا عن «المؤامرة» وتسجيلا صوتيا لاعترافات «المتآمرين» طالبة «طرد صالح بن يوسف من الجمهورية العربية المتحدة لتآمره على حياة رئيس الجمهورية التونسية».

وفي أفريل 1958 قدم الدكتور الصادق المقدم الى القاهرة وتقابل صحبة الطيب السحباني سفير تونس مع الرئيس جمال عبد الناصر وشرحا له اطوار «المؤامرة» وخطورتها. فأكد الرئيس المصري «براءة مصر من المؤامرة» وجهل المسؤولين المصريين لها ووعد باجراء بحث واتخاذ القرارات التي يفرضها القانون.

وفي سبتمبر 1958 زار تونس «عبد الجبار الجومرد» وزير الخارحية العراق وطلب من الرئيس بورقيبة انضمام تونس الى جامعة الدول العربية مؤكدا استهداداه للتوسط لاصلاح ذات البين مع مصر.

ثم اوفدت الحكومة التونسية الحبيب الشطي سفيرها في بيروت على رأس وفد للمشاركة في دورة الجامعة العربية وكلفته باثارة قضية علاقاتها مع مصر.

Laisser un commentaire

deux × trois =