ضحايا معركة رمادة

ضحايا معركة رمادة

وقد تولى المناضل محمد الصغير الري معتمد بني خداش من ولاية مدنين دعوة قائد وحدات الجيش الفرنسي هناك لملازمة الثكنات العسكرية والكف عن القيام بالدوريات الليلية التي يقوم بها الجيش الفرنسي، إلا أن الجنرال الفرنسي ريمي Rimmi رفض الاستجابة لتلك الأوامر، آنذاك تكونت فرق من ثوار ولايتي مدنين وتطاوين وقابس لاعتراض تلك الدوريات العسكرية الفرنسية المتعنتة وقامت بوضع حواجز على مختلف الطرقات ومنها الحاجزين اللذان اقيما في كل من بئر البرادي ببني خداش وغمراس، حيث نشبت معركة بين فرقة من الثوار التونسيين المتكونة من المقاومين على بن عمار المحضاوي وعلي بن حمد المهداوي وعبد الله التركي الذين أطلقوا النار على فرقة من الجنود الفرنسيين قتلوا منهم جنديين وجرحوا اثنين آخرين، وحين علم قائد حامية قابس بالمعركة أمر قوة من جيش العدو بالتوجه إلى بني خداش تضم عشر دبابات وعربتين من الجنود وطائرة عسكرية تحلق وتحمي جوا القوة الفرنسية، فاشتبكوا بفرقة من الحرس الوطني التونسي ومجموعة من الثوار الاشاوس بقيادة الشهيد البطل مصباح الجربوع، الذي كان من أوائل الحاملين للسلاح إبان اندلاع معركة التحرير المسلحة في 18 جانفي سنة 1952 هو ومجموعته الأولى التي كانت تتركب من، عبد الله الجليدي، ومولدي بن محمد البوعبيدي وسعيد فرشينة ومحمود العجيلي وغيرهم، كما كان مصباح وجماعته من ابرز المروعين لجنود الاحتلال الفرنسي في أماكن عديدة من ولايات قابس وتطاوين ومدنين منها في البئر الأحمر وجبل ميتر الى جانب المناضل عبد الله العبعاب الذي كان انذاك قائد كثيبة من الجيش الوطني بالجنوب في المعارك التي دارت برمادة بدءا من صيف 1957 فنصب الشهيد مصباح الجربوع للعدو كمائن كثيرة في معركة وادي الحلوف وفي معركة حشانة سنة 1957 وصادف ان استهدف مسكن المعتمد وبعض منازل الثوار ببني خداش التي لحقت بهم أضرار جسيمة من قبل الجيوش الفرنسية.

.عاد العدو الفرنسي الى تحركاته خصوصا في ولايتي مدنين وتطاوين بحكم قرب عساكره من صحراء الجزائر، ولذلك ابدوا العصيان في وجهه الحرس الوطني التونسي وامتنع الجيش الفرنسي عن ملازمة الثكنات ومنها ثكنة رمادة

وقعت حالة استنفار شملت متطوعين من ثوار الجنوب الاحرار، وخاصة في مناطق مدنين وبني خداش والحامة وتطاوين وظهر مصباح الجربوع من جديد يخوض المعركة ويروع جيش العدو بالكمائن التي كان ينصبها للجيش الفرنسي، واختار ثلة من رفاقه، أبرزهم غرس الله بن أحمد المخطاوي، وتوجه على راس فرقة من الثوار إلى رمادة صحبة فريق من جيشنا التونسي بقيادة الرقيب عبد الله العبعاب وقد بدأ الصراع مع قوات الجيش الفرنسي بدعوتهم إلى ملازمة الثكنة، ولكنهم حين امتنعوا من ذلك، توجه ثوار الجنوب إلى « وادي دكود »، وأطلقوا في اتجاه الأعداء النار، فأصابت رصاصات المجاهد غرس الله المحضاوي ومصباح وأصحابهما 4 قتلى من الجيش الفرنسي وحطموا أربع سيارات عسكرية فرنسية وحجزوا سيارتين للعدو، كما تواصلت في يوم 24 ماي 1958 المعارك وأصاب الثوار ستة عشر جنديا فرنسيا وحطموا سيارتين عسكريتين آنذاك تحركت القوات الفرنسية بأسلحتها الثقيلة بقيادة الجنرال مولو الذي استنجد بسلاح الطيران ففوجئ الثوار والمجاهدون وكتيبة الجيش التونسي بأسراب من الطائرات تغير عليهم، قادمة من التراث الجزائري، فأمطرت منطقة رمادة بوابل من القنابل خلفت أضرارا جسيمة في الأرواح ودمرت مدرسة رمادة وقتلت مديرها وزوجته كما قتلت الكثير من أبناء ولايتي مدنين وتطاوين في الجنوب التونسي، ومنهم الشهيد البطل مصباح الجربوع الذي كان مع رفاقه، يخوضون المعركة في أرض منبسطة لا مكان فيها لملجإ أو مخبإ، فسقط ذلك المقاوم شهيدا في معركة الكرامة واسترداد الحرية واستكمال السيادة وسقط معه العديد من المجاهدين.

Laisser un commentaire

deux − 2 =